ما هي الفاشية؟
إصدار مشترك من: الأنركيون في لبنان، الحركة المناهضة للفاشية، وراديكال بيروت
الفاشية هي السعي لوضع المجتمع بالقوّة تحت حكم سلطوي واحد لخدمة مصالح طبقة عسكرية، سياسيّة، اقتصادية، أو دينية مغلقة من الحكّام
الفاشية تقوم على أساس قومي أو عرقي كما تقوم أحياناً على أسس دينيّة أو على مزيج من كل ذلك. غالباً ما تتصوّر الحركات الفاشية هدفاً أسمى لبرنامجها السياسي يتمثّل بعناوين مثل “توحيد الأمة (أو الطائفة\الجماعة)، “إعادة مجد الأمة (الطائفة)”، “الدفاع عن الأمة (الطائفة)”، أو “تحقيق مصير الأمة الذي قد يكون “حكم وتمدين العالم” كما كانت تتصوّر النازية، أو إقامة حكم الله على الأرض والتحضير ليوم القيامة كما تتصوّر الفاشيات الدينية حول العالم.
بما أن وضع المجتمع تحت حكم سلطوي واحد بعنوان “توحيد الأمة\الطائفة” هو الهدف النهائي للفاشية، فهذا يعني أن الفاشيات تقوم دائماً على نموذج سلطوي تسعى لكي يكون المجتمع نسخة عنه، هو نموذج الحزب الواحد الذي يقوم على عبادة القائد وتقديس السلطة والإيمان الأعمى بالأيدولوجية وبناء جيش لا يفكّر من الأتباع يطيع قادته في كل شيء.
لكي تنجح الفاشيات في التحكم بأتباعها والسيطرة على المجتمع، تستعمل الخوف والأيدولوجية، وتتطلّب دائماً إيجاد واختراع أعداء داخليين وخارجيين تصوّرهم على أنهم يضمرون الشرور ويحيكون المؤامرات ضد الأمة\الطائفة\الجماعة.
بما أن الفاشية لا تتحمّل أي نوع من المعارضة لمشروعها السلطوي، فتاريخ كل الفاشيات حافل بالقمع والسجون والقتل الذي يبدأ داخل الجماعة\الطائفة نفسها لتوحيدها تحت علم واحد، ثم يمتد إلى المجتمع حيث يتم القضاء المنهجي على جميع القوى المعارضة للمشروع الفاشي، ويتمدّد من بعدها إلى خارج الحدود وإلى حروب دولية وإقليمية لأن الفاشية تبحث دائماً عن توسيع مشروعها السلطوي.
حين ننظر إلى التاريخ نرى أن كل المشاريع الفاشية انتهت دائماً بكوارث دموية على الشعوب، وهذه هي الحال أيضاً في العالم العربي وفاشياته العسكرية-الدينية الكثيرة. فماذا الذي ننتظره لننتفض على الفاشيات التي تحاصرنا في كل زاوية؟
Posted on October 1, 2013, in Theory of Anarchism, العربية and tagged Antifascism, العربية. Bookmark the permalink. Leave a comment.
Leave a comment
Comments 0