“أرفض أن يبيعني الناس أفكاراً، بدلاً من الإيمان بها”
11.22.12 Jeddah Ali al-Ghazzawi
ولدت سارة مهنا العبدلي أو أميشكا، كما تحب أن تدعو نفسها، في عام 1989 في جدة (المملكة العربية السعودية). درست سارة التصميم الغرافيكي في كلية دار الحكمة، وهي الآن تكمل دراستها العليا في كلية الأمير تشارلز للفنون التقليدية في لندن.
تستند أعمال أميشكا على فن الاستنسل، والتصميم الغرافيكي كما وأنها تستعين بالثقافة السعودية والعربية الشعبية لتمثيل الفن والمجتمع المعاصر بأسلوب ظريف وفكه. وتطوع الفنانة السعودية موهبتها للتحليل مواقف النساء، والنظام الأبوي، والثقافة، والدين في المنطقة.
قامت أميشكا مؤخراً بعرض أعمالها في معرض ”الآن“ في الرياض وفي المتحف البريطاني وذلك بالتزامن مع معرض الحج لعام 2012 الذي يقام في المعرض البريطاني أيضاً.
وفي وقتٍ سابق من هذا العام، شاركت أميشكا في معرض ”We need to talk“ [يجب أن نتكلم] الذي أقيم في جدة والذي نظمته مجموعة ”Edge of Arabia“، وهي مجموعة مستقلة تهدف إلى تنمية حس التقدير للفن العربي المعاصر والثقافة مع التركيز بشكلٍ خاص على المملكة العربية السعودية.
تُعرف منطقة الحجاز بالمدينتين الإسلاميتين المقدستين مكة والمدينة. غير أن المدينة الرئيسية في الحجاز هي جدة. ولمنطقة الحجاز أهمية كبيرة على الصعيدين التاريخي والسياسي العربي والإسلامي. ولا تزال الحجاز تشكل موقعاً بغاية الأهمية بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. وهذه الأرض تلعب أيضاً دوراً أساسياً في سيرة أميشكا الفنية. فالحجاز ساهمت باعطاء فنها شكلاً خاصاً وطابعاً مميزاً.
لقد سنحت الفرصة لمشاالله نيوز بلقاء أميشكا والتحدث معها عن فنها ورؤيتها وعن الحجاز.
لقد وصفتك وسائل الإعلام بأنك فنانة من فناني الشوارع في السعودية!
في البداية رفضت هذا اللقب. ثمة العديد من فناني الرسم على الحائط في الحجاز ولكن يجب أن يزيد عدد أكثر من ذك في الشوارع.
حسناً. من تكونين اليوم؟
كل يومٍ أصبح شخص مختلفاً.
عندما تخطر أميشكا على بالي تخطر لي أيضاً صور شوارع الحجاز أيضاً. لماذا برأيك؟
هذا شرف لي. ربما لأن الحجاز تمثل التربة التي تحتضنني كالبذرة. فأنا لا أنتمي إلى أي شخصٍ أو أي مكان سوى إلى هذه الأرض المقدسة التي أهملها البعض وعذّبها البعض الآخر.
لما تمثلك الحجاز وكيف تصفين علاقتك بها؟
إنها علاقة الأم بابنتها. ولقد تعلمت الكثير نتيجة هذا الرباط سواء كشخص عادي أو كفنانة. فعلاقتي بها تمتد إلى حيث الإلهام يحملني وكيف تقوم المخيلة بوصف وجود هذا المكان.
متى بدأ اهتمامك بمنطقة الحجاز؟
منذ البداية كان هذا الاهتمام موجود في داخلي وأخذ ينمو مع الوقت. فعائلتي من الحجاز. لذا كبرت وترعرعت في ظل الثقافة والقيم القائمة في الحجاز، ابتداءاً من أبسط التقاليد المتعلقة بالثياب والطعام وصولاً إلى طرق تواصل الناس وتفاعلهم مع بعضهم البعض التي تمثل جوهر الحجاز وأصالتها.
ولقد بدأت ثورتي ضد هدم المواقع التاريخية وضد تلك المساحات المعمارية الجديدة منذ حوالي عامين وذلك عندما بدأ هذا الطابع الرأسمالي الجديد بالظهور. فبرج الساعة في مكة هو ما فتح عينيّ على قباحة الإعمار الذي نشأ، هذا بالإضافة إلى مشاريع جبل عمر.
هل يمكنك تزويدنا بالتفاصيل حول هذا الموضوع؟
يقع في مكة المسجد الحرام وهو الموقع الأعظم للإسلام والمكان الذي من المفترض أن يكون فيه جميع المسلمين على قدم المساواة. ولكن اليوم طغى على هذا المسجد العظيم مشروع جبل عمر، وهو عبارة عن مجموعة ناطحات سحاب، وفنادق وبرج ساعة هائل. وبهدف بناء هذا المجمع الضخم، قامت السلطات السعودية بتدمير قلعة الأجياد التي يعود تاريخها إلى العهد العثماني. كما وقامت أيضاً بتدمير التل التي كانت ترتفع عليه تلك القلعة. هذا بالإضافة إلى مواقع تاريخية أخرى، مثل مكان مسقط رأس النبي الذي تحول إلى مكتبة وبيت زوجته الأولى خديجة، الذي تم استبداله بالمراحيض العامة.
كيف ترين الفن؟ هل هو أمر حسي، أو عبارة، أو نشاط أو أي شيء آخر؟
أشعر بالفن.
لماذا اخترت الرسم على الحائط في الشوارع؟ لما لم تبقي في المعارض؟ وماذا ترين في الشوراع؟
أكره أن يبيعني الناس أفكاراً بدلاً من الإيمان بها. إن الفن الحديث يفتقر بصفة عامة لا يحترم جمهوره. فالفنانون باتوا رجال أعمال، والقطع الفنية باتت مشاريع، والناس يستثمرون في الفن بدلاً من تقديره. وأنا أعترض على هذا الأمر. وعلى الرغم من أن ما سأقوله سيبدو مبتذلاً، إلا أنني أعتقد أن الفن ملكٌ للجميع. لا يتعين على الفنان أن يسعى إلى بيع فكرة أو البحث عن موقع للترويج لها. ولكن من جهة ثانية قد أكون أنا مثالية أكثر من اللزوم.
كحلٍ وسط، إنني أقدر دور المعارض التي تفهم دور الفن الحقيقي الذي من شأنه أن يغني المجتمع. ولكن يبقى فن الشارع ما يمثل الفن العفوي إلى أبعد الدرجات.
باعتبارك إمرأة تعيش في السعودية، قد تشكل لك الحياة العامة تحدياً لك، نرجو منك أن تخبرنا كيف تتعاملين مع الحياة العامة في جدة؟
لا يهم كوني امرأة. فلو كنت رجلاً كنت سأوجه المصاعب نفسها. فجدة تنمو بسرعة فائقة. وهي الآن تخوض معركة وتكافح لتجد مكانها بين التقاليد والحداثة. لم أتوقع يوماً أن أمارس فن الرسم على الحائط في الشوارع. وبصراحة لم أتخيل يوما أنني سأحدث فرقاً. لقد تبعت مشاعري وقمت برش جدار في شارعٍ مما دفعني إلى رش غيره من الجدران.
إلى جانب الحجاز، ما هي المواضيع التي تهمك؟
أي شيء ذات دلالة معينة قد يضيف معنى للحياة.
هل تريدين أن تضيفي أمراً قامت وسائل الإعلام باغفاله حول سارة؟
إنني أقوم بأكثر من الرسم على الجدران. ففن الرسم على الجدران جاء نتيجة ما كنت أقوم به في ذلك الوقت: كنت أحاول أن أحفر في الورق، ثم لجأت إلى الاستنسل ووجدت نفسي في نهاية المطاف أرسم على الحائط في الشوارع. ولكنني لا أزال أختبر الحياة من أكثر من منظار. وأعمالي تدل على الأمور التي قمت باختبارها حتى الآن.
Translated by Sahar Ghoussoub
source: mashallah news
Posted on November 22, 2012, in Middle East, العربية and tagged Art, Graffiti, Saudi Arabia, العربية. Bookmark the permalink. Leave a comment.
Leave a comment
Comments 0